رقم قياسي جديد لمبيعات المنازل في دبي بلغ 10 ملايين دولار أمريكي

سجل عام 2022 رقماً قياسياً وصل إلى 219 عملية بيع للمنازل الفخمة في دبي التي تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار، وِفق أحدث تحليلٍ أنجزته الشركة الاستشارية العالمية نايت فرانك.

قال فيصل دوراني الشريك ورئيس أبحاث الشرق الأوسط : “كان الارتفاع الصاروخي الذي شهدته سوق المنازل في دبي بملايين الدولارات خلال العامين الماضيين مذهلًا. وإذا كان عام 2010 قد سجّل فقط 10 عمليات بيع للمنازل الفخمة، فقد عرف عام 2022 تسجيل 219 صفقة تجاوزت رقم 10 ملايين دولار أمريكي، أي أكثر من إجمالي المبيعات المسجلة بين عامي 2010 و 2020.

“يوضح الأداء في الجزء العلوي من السوق بجلاء وصول دبي كمحورٍ فاخرٍ لمنافسة الأسواق الراسخة منذ فترةٍ طويلةٍ في أماكن أخرى، في ظل عدم وجود إشاراتٍ إلى تباطؤٍ في الطلب المستمر على ما يبدو من أفرادٍ يتمتعون بثرواتٍ هائلة، والذين يتجهون نحو الإمارة بحثًا عن منازل ثانية. في الواقع، يُظهر استبياننا للتوجهات العالمية لعام 2023 أنه من بين الدول الثرية بالمنطقة، تظل الإمارات العربية المتحدة ثاني وجهةٍ محتملةٍ لشراء منزلٍ هذا العام، بعد المملكة المتحدة”.

كما يكشف بحث نايت فرانك أيضًا أن الأسواق الممتازة في الإمارة، والتي تشمل تلال الإمارات وجزيرة خليج الجميرا ونخلة جميرا، قد سجلت معًا نموًا في الأسعار بنسبة 44% خلال عام 2022.

الأرقام القياسية تتحطم

وتابع دوراني: “سار أداء السوق السكنية الممتازة في دبي وِفقًا لتوقعاتنا، ومع بلوغ متوسط الأسعار المتداولة حوالي 3,250 درهم إماراتي للقدم المربع، أو حوالي 885 دولارًا أمريكيًا للقدم المربع، فإن دبي لا تزال إحدى أكثر أسواق المنازل الفاخرة توفّرًا على أسعارٍ معقولةٍ في العالم، مما يعزز بشكلٍ أكبر جاذبية المدينة بين المشترين الدوليين.

“لا تزال جزيرة النخلة جميرا على رأس قائمة الأداء في المدينة، حيث ارتفعت أسعار الفيلات بنسبة 49.4% خلال العام الماضي، نتيجة نقص مشاريع الفيلات الجديدة المطلة على الواجهة البحرية في التجمّعات السكنية المكتملة، ورغبة النخبة العالمية في تأمين منازل مستقلة على الشاطئ. يتجلى تأثير الطلب الاستثنائي على المنازل في نخلة جميرا الشهيرة في دبي بشكل أفضل في ارتفاع أسعار الفيلات بنسبة 96% منذ بداية الوباء، لكنها بقيت في حدود 3,000 درهم إماراتي تقريبًا للقدم المربع. مع ذلك، فإن الأسعار حاليًا أعلى بنسبة 34% مقارنة بذروة ارتفاعها في عام 2017”.

كانت الفيلات الواقعة في مدينة محمد بن راشد (21.6%)، وفي دبي هيلز استيت (20.2%)، وفي دستركت ون (19.5%) المواقع الأخرى التي حققت أقوى المكاسب في عام 2022.

من جهتها، شهدت الشقق أيضًا في أكثر المواقع رواجًا ارتفاعاتٍ كبيرةٍ في الأسعار. وتجدر الإشارة إلى أن دبي هيلز استيت (22.7%) تتصدر قائمة التنافس لعام 2022، تليها عن كثبٍ نخلة جميرا (19.7%)، ثم وسط مدينة دبي (13.8%). في هذه الأثناء، يتم تداول الشقق في الموقعين الأخيرين بسعر 2,200 درهم إماراتي للقدم المربع حسب شركة نايت فرانك.

سوق فاخر وناضج

أضاف أندرو كومينغس، الشريك ورئيس القطاع السكني الممتاز: لقد نضج سوق الفخامة في دبي حقًا، مدفوعًا الآن بالتطورات ذات الجودة العالمية بالإضافة إلى  المنازل الفاخرة. لقد شهدنا خلال العام الماضي إطلاق عددٍ من التطورات الفاخرة الجديدة، والتي حقق الكثير منها مبيعاتٍ سريعة. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر مشروع “سيكس سينسز” بنخلة جميرا، و”منارة بولغري”، وبالطبع مشروعي “آفا” و”أورلا” اللذان يستفيدان من خدمات دورشستر كوليكشن. وقد سعت جميع عمليات الإطلاق هذه إلى تهدئة حدة الطلب، وكانت الأسعار جذابة مقارنة بالعقارات الجاهزة.

“لقد شهدنا أيضًا ارتفاع وتيرة المبيعات بقوةٍ مؤخرًا عند التسليم، أو عند اقتراب تسليم مشاريع مثل “ون بالم” و”دورشيستر ريزيدنس” و”أتلانتس ذا رويال”. ما يميز هذه العقارات هو الهندسة المعمارية المذهلة والمرافق ذات المستوى العالمي واللمسات النهائية عالية الجودة والجديدة في دبي”.

على نفس المنوال، تقول شركة نايت فرانك إنه في الوقت الذي استمرت فيه وتيرة التداولات بقوة في المناطق الرئيسية التقليدية، شهدت التجمّعات الجديدة أيضًا زيادة في مبيعات العقارات الفاخرة. على سبيل المثال؛ أبرمت دبي هيلز 15 صفقة تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار أمريكي في عام 2022، بما في ذلك عملية بيع قياسية بقيمة 205 مليون درهم إماراتي. وبالمثل، باع المشروع السكني الرائد لشركة ماجد الفطيم “تلال الغاف” فيلاته الأمامية بمنطقة كرستال لاجون بسعر 45 مليون درهم إماراتي، كما حقق مؤخرًا نجاحًا كبيرًا من خلال بيع قصرٍ في جزر لاناي بسعرٍ يزيد عن 90 مليون درهم إماراتي.

وتابع كومينغس: “لا تزال مجموعة المشترين متنوعةً بشكل استثنائي، حيث لا يزال السكان المغتربون والأفراد المالكين لثروات هائلة من أوروبا والهند وآسيا والمملكة المتحدة وأوروبا الشرقية يصلون بأعداد كبيرة، وأغلبهم يجذبهم مناخ دبي وسلامتها وأمنها ونمط حياتها العالمي وقيادتها المتمتعة بتفكيرٍ يتطلع نحو المستقبل بشكلٍ مذهل”.

السوق الرئيسية

بعيدًا عن المستويات العليا للسوق، استمر نمو الأسعار في عام 2022، حيث ارتفع متوسط أسعار المنازل في دبي بنسبة 9.5%، متجاوزًا توقعات شركة نايت فرانك التي بلغت 7%. وحسب إفادة شركة نايت فرانك، فعلى الرغم من حجم الزيادات الكبير، لا تزال أسعار الفيلات أقل بنسبة 4.8% من ذروة الأسعار التي شهدها عام 2014، كما أن الشقق أرخص بنسبة 22% مما كانت عليه في عام 2022.

وخلص دوراني “إن قدرة السوق الرئيسية على الحفاظ على هذا المسار من النمو في عام 2022 تتوقف إلى حدّ كبيرٍ على كيفية أداء الاقتصاد العالمي، إلى جانب الاعتبارات المحلية حول العرض وأسعار الفائدة، والتي تبدو حاليًا مخاطر منخفضة ومتوسطة المستوى. تظل نظرتنا لعام 2023 دون تغيير، ومن المرجح أن تشهد السوق بكاملها نموًا بنسبة 5-7%، بينما من المرجح أن تشهد السوق الممتازة مضاعفة هذا المستوى إلى حوالي 13.5%”.